الأحد 7 ديسمبر 2025 - 11:27:47 م

تصنيفات جديدة لإعاقات ذوي الهمم بمدارس دبي الخاصة لتوفير تعليم ممنهج

تصنيفات جديدة لإعاقات ذوي الهمم بمدارس دبي الخاصة لتوفير تعليم ممنهج

دبي، الإمارات العربية المتحدة:

كشفت المدير العام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، عائشة عبدالله ميران، عن استحداث نظام جديد لتصنيف الإعاقات في مدارس دبي الخاصة، والذي يهدف إلى تمكين المؤسسات من تحديد وتصنيف الطلبة بدقة وشفافية، مدعوماً بخطط ممنهجة لتوفير مسارات تعليمية بديلة للطلبة أصحاب الهمم، موضحة أن الهيئة نفذت 12 مبادرة لإحداث تغييرات جذرية منذ اعتماد استراتيجية التعليم 2033، لتعزيز ثقافة التعلّم مدى الحياة في منظومة التعليم بدبي.

 

وقالت في حوار مع «الإمارات اليوم»، إن 13 ألف طالب إماراتي يستفيدون هذا العام من مبادرة «تميّز أينما كنت» في دبي، إذ تركز الهيئة على تمكين الطلبة الإماراتيين وتعزيز تنافسيتهم ومواكبة نتائجهم للتقييمات الدولية، فضلاً عن توفير خيارات تعليمية متعددة لهم في أفضل الجامعات عالمياً، موضحة أن أبرز مستهدفات استراتيجية التعليم في دبي تركز على استقطاب 100 مدرسة خاصة جديدة منها 60 مدرسة برسوم مقبولة بحلول 2033.

«تميز أينما كنت»

وتفصيلاً، كشفت مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، عائشة عبدالله ميران لـ«الإمارات اليوم»، عن قفزة نوعية في عدد الطلبة الإماراتيين المستفيدين من برنامج «تميز أينما كنت»، الذي يهدف إلى تحسين المدارس الخاصة وفق أرقى المعايير العالمية. وقالت إن عدد المستفيدين تضاعف هذا العام ليصل إلى نحو 13 ألف طالب وطالبة في 10 مدارس خاصة، مع انضمام مدارس جديدة للبرنامج.

وأوضحت أن البرنامج يقوم على بناء شبكة تعاون بين المدارس وخبراء محليين ودوليين، لتعزيز مستويات الطلبة الأكاديمية وتنافسيتهم، مؤكدة أن فرق الدعم في الهيئة تتابع تنفيذ خطط التحسين وتضمن تمكين المدارس من تطوير قدراتها بشكل مستدام، مشيرة إلى جاهزية الفرق لتقديم الدعم المطلوب، لاستمرار التطوير وتحقيق الأهداف المنشودة.

وشدّدت على أن تمكين الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور يمثّل إحدى الركائز الجوهرية في استراتيجية التعليم ومستهدفاتها، التي تقوم على تصميم رحلة تعليم متكاملة لكل متعلّم في الإمارة، تمتد من مرحلة الميلاد وصولاً إلى التعليم العالي وما بعد التخرّج.

تغييرات جذرية

وأوضحت أن الهيئة نفّذت 12 مبادرة نوعية لإحداث تغييرات جذرية منذ اعتماد «استراتيجية التعليم 2033» في أكتوبر 2024، لتوفير تعليم نموذجي للجميع خلال العقد المقبل، وترسيخ ثقافة التعلّم مدى الحياة ضمن منظومة التعليم في دبي، إذ جاءت هذه المبادرات استلهاماً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.

وقدّمت ميران عرضاً موجزاً لجهود دعم الطلبة الإماراتيين في مراحل التعليم المدرسي والجامعي، قائلة: «أتاح برنامج دبي للطلبة المتميزين خلال العامين الماضيين أكثر من 800 منحة دراسية تغطي 50% من الرسوم في أفضل المدارس الخاصة، على أن يواصل دعمه هذا العام مع التوسع في عدد المدارس المشاركة».

منظومة تكريم الأوائل

وأشارت إلى أهمية منظومة تكريم الطلبة الأوائل التي تحتفي سنوياً بـ40 متفوقاً وتمنحهم فرصاً متقدمة في أبرز الجامعات، مؤكدة أن برنامج حمدان بن محمد للابتعاث الأكاديمي يعزّز بناء كفاءات وطنية عبر الدراسة في تخصصات تُدرَّس بجامعات عالمية مرموقة، موضحة اعتماد سياسة الإرشاد الأكاديمي والمهني، لتمكين الطلبة من مهارات المستقبل وضمان انتقالهم السلس إلى سوق العمل.

وأكدت أن تأسيس «جامعة دبي الوطنية» باستثمار 4.5 مليارات درهم سيُحدث نقلة نوعية في إعداد الكفاءات الوطنية واستهداف دخول قائمة أفضل 200 جامعة عالمياً.

مسارات تعليمية بديلة

وأكدت أن الهيئة تركّز على تعزيز المسارات التعليمية البديلة للطلبة أصحاب الهمم وتطوير أنظمة التقييم في المؤسسات التعليمية لضمان تلبية احتياجاتهم وتوفير تعليم ورعاية عالية الجودة تُمكّنهم من مواصلة رحلتهم التعليمية والمشاركة الفاعلة في تنمية الوطن.

مبادرة «بلا حدود»

وأوضحت أن الهيئة نفّذت مبادرة «بلا حدود» التي شملت إصدار سياسات وأدلة متخصصة، أبرزها إرشادات استخدام تقارير التقييمات الخارجية لتمكين المدارس وأولياء الأمور من الاستفادة المثلى من تقارير الأخصائيين.

كما أصدرت الهيئة دليل تطبيق نظام تصنيف الإعاقات للطلبة أصحاب الهمم في المؤسسات التعليمية الخاصة في دبي، والذي يهدف إلى تمكين المدارس من تحديد وتصنيف الطلبة بدقة وشفافية لضمان تطبيق فعّال للتعليم الدامج. كما تعمل  الهيئة مع بلدية دبي على تقييم جاهزية البنية التحتية في المؤسسات التعليمية وفق كود دبي للبناء لضمان سهولة الوصول وتوفير بيئة مؤهلة للجميع.

برامج متخصصة ومناهج معدّلة

وبيّنت أن المسارات التعليمية البديلة تهدف إلى تلبية الاحتياجات الفردية للطلبة من خلال برامج متخصصة تشمل المناهج المعدّلة، الفصول الداعمة، الخطط الفردية، والتعليم المهني والتقني، إضافة إلى التعليم عن بُعد والتعليم المدمج.

كما تشمل هذه المسارات أنشطة داعمة مثل العلاج الوظيفي والمهني والإرشاد النفسي والدعم الاجتماعي، إلى جانب الأنشطة الفنية والرياضية التي تعزّز ثقة الطلبة بأنفسهم وتساعدهم على تنمية قدراتهم، بهدف توفير بيئة تعليمية شاملة تراعي الفروق الفردية بعيداً عن قيود المناهج التقليدية.

تمكين المعلّمين

وفي حديثها عن تمكين المعلّمين، أوضحت ميران تنفيذ المرحلة الأولى من برنامج «قيادات تعليمية» للعام الدراسي 2025-2026 بمشاركة 15 معلماً إماراتياً بإشراف خمسة تربويين ذوي خبرة، ضمن مبادرة «قم للمعلم» المنبثقة عن استراتيجية التعليم، لتمكين المعلّم الإماراتي وتعزيز دوره المحوري.

وشدّدت على دعم الهيئة لكل معلّم إماراتي ومعالجة أي تحديات قد يواجهها، لافتةً إلى أن تمكين معلمين ملهمين وذوي كفاءة يمثل ركناً أساسياً في تحقيق مستهدفات دبي التعليمية وجذب الكفاءات التربوية. كما أشارت إلى توجيهات القيادة التي أثمرت منح الإقامة الذهبية لأكثر من 200 معلم وتربوي متميز تقديراً لإسهاماتهم.

تمكين لغة الضاد

وفي وقفتها مع تعليم اللغة العربية، أكدت ميران أن «لغة الضاد» ركن أساسي في هوية دبي ومنظومتها التعليمية، وتعزيز تعليمها أولوية لبناء جيل متمكّن ومعتز بلغته الأم. وأوضحت أن الهيئة تنفذ مشروعات عدة ضمن مبادرة «لغة الضاد» ضمن استراتيجية التعليم 2033، مع التركيز على ترسيخ مكانة العربية منذ الطفولة المبكرة.

وتشمل الجهود إلزامية تعليم العربية في المراحل المبكرة، تحسين نتائج العربية والتربية الإسلامية في المدارس الخاصة، زيادة نسبة المعلمين المواطنين، وضمان فرص متكافئة لتعلّم المواد الأساسية لجميع الطلبة من الصف الأول حتى الـ12 وفق إرشادات واضحة.

مستهدفات استراتيجية 2033

وأكدت أن الهيئة تركز على توسيع فرص التعليم عالي الجودة للجميع، بما يتوافق مع التوجهات المستقبلية لزيادة أعداد الطلبة واحتياجاتهم، واستراتيجية التعليم التي تستهدف استقطاب أكثر من 100 مدرسة خاصة جديدة بحلول 2033، منها 60 مدرسة برسوم مقبولة، وفق سياسة المجلس التنفيذي لإمارة دبي لتعزيز المدارس الجيدة ذات الرسوم المقبولة، بما يوفّر فرصاً تعليمية مرنة تلبي مصالح أولياء الأمور والمستثمرين وترتقي بمستوى رضاهم.

نمو ملحوظ

وأكدت عائشة ميران أن قطاع التعليم العالي في دبي يواصل تحقيق نمو ملحوظ، حيث تُعد الإمارة من بين أفضل 3 مدن عالمياً في التعليم العالي العابر للحدود، ما يعكس مكانتها كوجهة مفضلة للطلبة والمؤسسات الأكاديمية، ويواكب أهداف استراتيجية التعليم 2033 لجعل دبي مركزاً عالمياً للتعليم عالي الجودة.

وأضافت: "سجّل معدل التحاق الطلبة في مؤسسات التعليم العالي بدبي  زيادة بنسبة 20% في 2024–2025. ويبلغ عدد مؤسسات التعليم العالي المرخّصة 41 جامعة، منها 37 فرعاً دولياً، يدرس بها 42,026 طالباً وطالبة في نحو 706 برامج أكاديمية متنوعة، تهدف إلى تمكينهم بمهارات المستقبل".

وتابعت: "تصنّف الجامعات الأم لأربعة من هذه الفروع ضمن أفضل 200 جامعة عالمياً وفق تصنيف QS لعام 2026، كما تقدم 14 جامعة في دبي تخصصات أكاديمية مصنفة ضمن أفضل 200 مركز عالمي في ذات التصنيف".

الدراسة في دبي 

وأفادت مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، بأن مبادرة «الدراسة في دبي» حققت حضوراً دولياً عبر جولات ترويجية في الهند والصين ودول آسيا الوسطى، بالتعاون مع دائرة الاقتصاد والسياحة وبدعم من مجموعة تيكوم، بهدف تعزيز مكانة دبي كمركز إقليمي ودولي للتعليم العالي، وزيادة مساهمة القطاع إلى 5.1 مليارات درهم بحلول 2033، ومضاعفة أعداد الطلبة ليشكل الطلبة الدوليون 50% منهم.

نمو متسارع

أكدت عائشة ميران أن النمو المتسارع في قطاع التدريب يعكس توجه دبي لترسيخ مبدأ التعليم مدى الحياة، إذ تحتضن الإمارة أكثر من 2000 معهد تدريبي يقدّم أكثر من 100 ألف دورة تغطي مجالات الإدارة والتقنية والذكاء الاصطناعي والمحاسبة والتدريب المهني، ما يعزز مكانتها كوجهة إقليمية ودولية رائدة في التعليم والتطوير المهني.

بطاقة طلبة دبي

وأشارت إلى أن «بطاقة طلبة دبي» توفر باقة واسعة من المزايا والخصومات والخدمات للطلبة في مؤسسات التعليم العالي، بمختلف أنحاء إمارة دبي، إذ تشكل مساراً لتعاون مثمر مع هيئة الطرق والمواصلات وشركة GTS ALIVE، لتلبية احتياجات جميع الطلبة الدارسين في المؤسسات التعليمية في دبي.