الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

دبي، الإمارات العربية المتحدة:
تسلط النسخة العاشرة من «قمَّة المعرفة 2025»، التي تنظمها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يومي 19 و20 نوفمبر الجاري، الضوء على رحلة الفكرة من لحظة الإبداع إلى سوق التطبيق.
حيث تتحوّل المعرفة إلى منظومات اقتصادية متفاعلة، تُولّد فرصاً جديدة للنمو. وتشكّل جلسات القمة التي تقام تحت شعار «أسواق المعرفة.. تطوير المجتمعات المستدامة»، فضاءً عالمياً يجمع المفكرين وروّاد الأعمال وصنّاع القرار، لتبادل الخبرات وبناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد. ومن خلال مفهوم «أسواق المعرفة»، تُبرز القمَّة كيف تصبح الأفكار والخبرات قوة محرّكة للتنمية المستدامة.
وتؤكد القمَّة هذا العام، أن المعرفة أصبحت المورد الأهم في العصر الحديث، متجاوزةً في أهميتها الموارد التقليدية، كالنفط والغاز. ففي اقتصاد اليوم، تُقاس الثروة بما تمتلكه الدول والمؤسَّسات من معرفة وقدرة على الابتكار، لا بما تملكه من موارد طبيعية.
وتشدد القمَّة على أن الاستثمار في الإنسان والتعليم والبحث العلمي، هو السبيل الأمثل لبناء رأسمال معرفي، يعزّز التقدّم الاقتصادي والاجتماعي، عبر الحلول الرقمية والإنتاجية العالية، ونماذج الأعمال المبتكرة.
ويوضح معالي الدكتور عبد الله الدردري الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:
«إن المنطقة العربية تقف على مفترق طرق مهم للغاية، لأن تحدي الإنتاجية والتنافسية في منطقتنا، مرتبط بمستويات المعرفة، ومن دون رؤية متكاملة للمعرفة، وخلق أسواق لها، تجمع ما بين العرض والطلب، باعتبارها الأساس للنهضة الاقتصادية والاجتماعية، فإنَّنا لن نتمكن من تجاوز التراجع في الإنتاجية الذي نشهده في منطقتنا العربية منذ العقود الماضية».
وتتناول القمَّة دور التكنولوجيا الحديثة في إعادة تشكيل مشهد المعرفة العالمي، من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات والبلوك تشين والحوسبة السحابية. وتدعو إلى تعزيز الأطر الأخلاقية والتشريعية، التي تضمن الاستخدام الآمن والعادل لهذه التقنيات، بما يحافظ على حقوق المبدعين، ويحدّ من الفجوة الرقمية بين الدول.
كما تقدّم القمة رؤية متكاملة لبناء أسواق مستقبلية، تجعل من تبادل المعرفة مصدراً رئيساً للنمو الشامل والمستدام. وهي تمكّن الشباب وروّاد الأعمال من تحويل أفكارهم إلى مشاريع إنتاجية قائمة على الإبداع والابتكار، ضمن بيئات تتيح تداول الحلول والأفكار بحرّية.
كما تؤكد القمَّة أهمية التعاون الدولي، والشراكة بين القطاعين العام والخاص، لبناء منظومات معرفية متكاملة، تعزز جودة الحياة، وتضع الابتكار في قلب التنمية المستدامة.
في دورتها العاشرة، تحتفي قمَّة المعرفة بمرور عشر سنوات من الإلهام والتأثير العالمي، عبر أكثر من 45 جلسة حوارية، يشارك فيها نحو 130 متحدثاً من قادة الفكر والأعمال والتنمية، يمثلون أكثر من 100 دولة.
وتتناول الجلسات محاور محورية، تشمل بناء أسواق معرفية عادلة، واستشراف مستقبل الاقتصاد القائم على البيانات، ومناقشة تحديات الملكية الفكرية، والتعليم، والبحث العلمي، والابتكار، إلى جانب استعراض أدوات التكنولوجيا الحديثة في مواجهة التحديات العالمية.