الأحد، 28 سبتمبر 2025
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
تتهيأ فنادق دبي لاستقبال طفرة قوية في معدلات الإشغال خلال الربع الأخير من العام الجاري، مع انطلاق موسم المعارض والمؤتمرات والفعاليات الكبرى، التي تشكل محركاً رئيساً لقطاع الضيافة في الإمارة.
وتشير توقعات الخبراء والعاملين في القطاع الفندقي إلى أن نسب الإشغال ستتراوح بين 80 و95 % خلال الفعاليات الكبرى، وقد تصل في بعض الفنادق إلى 100 %، لا سيما تلك القريبة من مركز دبي التجاري العالمي وشارع الشيخ زايد، ما يعكس قوة الزخم الذي تمنحه صناعة المعارض لاقتصاد السياحة في المدينة.
مقومات
وأكد مديرون ومسؤولون في القطاع الفندقي أن تفوق دبي في سياحة المعارض والمؤتمرات يستند إلى مجموعة من المقومات التي تجعلها وجهة استثنائية على المستويين الإقليمي والعالمي، بدءاً من موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب، مروراً بشبكة المواصلات البرية والبحرية والجوية المتكاملة التي تضمن سهولة الوصول إليها من مختلف أنحاء العالم، وصولاً إلى البنية التحتية المتطورة القادرة على استضافة فعاليات ومعارض بمختلف الأحجام، فضلاً عن التسهيلات الحكومية المرنة التي تعزز من جاذبية الإمارة لاستقطاب كبرى الفعاليات الدولية.
ويواصل «فعاليات دبي للأعمال»، المكتب الرسمي لجذب الفعاليات والمؤتمرات التابع لدائرة الاقتصاد والسياحة، تعزيز منظومة فعاليات الأعمال ودعم القطاع السياحي ضمن أجندة دبي الاقتصادية (D33) فقد نجح خلال النصف الأول من 2025 في الفوز بعطاءات استضافة 249 فعالية بين 2025 و2029، بما فيها مؤتمرات دولية واجتماعات وبرامج حوافز رفيعة المستوى، محققاً زيادة بنسبة 29 % مقارنة بنفس الفترة من 2024 ونسبة فوز بلغت نحو 64 %. ومن المتوقع أن تجذب هذه الفعاليات نحو 127,087 مشاركاً، بزيادة 35 % سنوياً، مما يعكس مكانة دبي العالمية كوجهة رائدة لفعاليات الأعمال ويعزز اقتصاد المعرفة في الإمارة.
حركة سياحية
وقال ويليم كوستلي، الرئيس التنفيذي للعمليات في فنادق تايم، إن الربع الرابع من كل عام يشهد استضافة عدد كبير من الفعاليات والمعارض المهمة، ما يسهم في تعزيز الحركة السياحية ورفع نسب الإشغال الفندقي التي تتراوح بين 80 و95 %، وقد تصل في كثير من الأحيان إلى الإشغال الكامل، خصوصاً في المنشآت القريبة من مراكز المعارض وأماكن استضافة الفعاليات الكبرى.
وأضاف أن أثر هذه الفعاليات يتعدى الإشغال الفندقي ليشمل زيادة الطلب على خدمات الضيافة والمطاعم ووسائل النقل والترفيه، ما يخلق دورة اقتصادية متكاملة تدعم القطاع وتساهم في نموه المستدام.
وأكد أن دبي تشهد زخماً متنامياً في سياحة المعارض والمؤتمرات، التي أصبحت أحد أبرز محركات نمو الضيافة في الإمارة، مشيراً إلى أن المدن التي تنجح في استقطاب فعاليات كبرى تضمن تدفقات سياحية مستقرة على مدار العام، ما ينعكس إيجابياً على تنويع الأسواق وزيادة معدلات الإشغال الفندقي.
وأشار كوستلي إلى أن دبي تمثل نموذجاً واضحاً في هذا المجال بفضل بنيتها التحتية المتطورة، بما في ذلك مراكز المعارض الحديثة والفنادق والمرافق اللوجستية المصممة لتلبية احتياجات المعارض الكبرى، إلى جانب جدولها الحافل بالفعاليات الدولية والإقليمية.
مؤكّداً أن نجاح دبي يعكس قدرتها على الجمع بين التخطيط الاستراتيجي والبنية التحتية المتقدمة، ويجعلها نموذجاً يحتذى به في تحويل المعارض والفعاليات إلى أدوات فعالة لتعزيز السياحة وجذب الاستثمارات.
زخم أكبر
من جهته، قال بابار كانياري، المدير العام لفندق تومبي دبي ذا بالم، إن القطاع الفندقي في دبي نجح خلال الأشهر الماضية في تسجيل نسب إشغال مرتفعة، ومع اقتراب الربع الأخير من العام، من المتوقع أن يشهد القطاع زخماً أكبر بفضل أجندة دبي الحافلة بالفعاليات العالمية والمعارض والمؤتمرات الكبرى.
وأضاف أن موسم الفعاليات يسهم في تعزيز مكانة دبي كعاصمة لسياحة الأعمال، وزيادة تدفقات الضيوف الباحثين عن مزيج يجمع بين حضور المؤتمرات وتجربة ضيافة استثنائية، مشيراً إلى أن فندق تومبي يوفر للزوار بيئة متوازنة بين العمل والترفيه، مع عروض خاصة للوفود والمشاركين في الفعاليات ومساحات مهيأة للاجتماعات ضمن أجواء مريحة وعصرية.
انتعاش قوي
وقالت سونا راويل، مديرة المبيعات والتسويق في فندق «راديسون بلو ديرة خور دبي»، إن قطاع الضيافة في الإمارة يتهيأ لمرحلة انتعاش قوية مدفوعاً بعودة المعارض الدولية والفعاليات الكبرى، إلى جانب النمو المتزايد في حركة سياحة الترفيه، مؤكدة أن دبي تواصل ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة عالمياً بفضل بنيتها التحتية المتطورة وتنوع خياراتها السياحية.
وأضافت أن الفندق يستعد للاستفادة من الزخم في القطاع من خلال التركيز على خدمات الإقامة وتجارب المأكولات، بالإضافة إلى توفير كافة التجهيزات اللازمة للمشاركين في الفعاليات والمعارض، بما فيها قاعات الاجتماعات والمساحات المهيأة للقاءات.