الأثنين، 29 سبتمبر 2025
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
يعيد قادة المناخ الأمريكيون صياغة تركيزهم على ارتفاع تكاليف الطاقة لمواجهة هجمات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مغيرين بذلك التكتيكات للدفع نحو المزيد من الطاقة الخضراء.
اجتمع قادة الأعمال والمسؤولون الحكوميون ومنظمات المجتمع المدني في نيويورك في أول أسبوع للمناخ على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ إعادة انتخاب الرئيس ترامب، الذي استغل هذه المناسبة لانتقاد تغير المناخ ووصفه بأنه «أكبر عملية احتيال على الإطلاق».
وقد وجدت المنظمات غير الربحية المعنية بتغير المناخ، والمدافعون السياسيون، والمسؤولون التنفيذيون في مجال الاستدامة في الشركات، أنه من الأفضل التركيز الآن على نقطة ضعف إدارة ترامب: ارتفاع تكاليف الطاقة إلى مستويات قياسية.
وفي هذا السياق، صرح مانيش بابنا، الرئيس التنفيذي لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، أن إلغاء حوافز الطاقة النظيفة التي وضعت في عهد جو بايدن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الكهرباء. وأضاف: «أعتقد أن الجمهور الأمريكي والنظام السياسي سيستجيبان».
وقالت فيكي باتون، المستشارة العامة في صندوق الدفاع البيئي: «إن أنظف الحلول هي الحلول الأقل تكلفة، وهذا يعود بفوائد مالية هائلة على حياة الناس». وأضافت: «سيكون هناك تقدم في مجال المناخ بفضل التركيز على هذه الأساسيات».
وقال بعض السياسيين الديمقراطيين إن حزبهم واجه صعوبة في إقناع الناخبين أن قانون خفض التضخم، والذي شكل سياسة المناخ البارزة لإدارة بايدن، ساهم في تحسين سوق العمل والاقتصاد بشكل عام. في المقابل، ألقى ترامب ووزير الطاقة كريس رايت باللوم مراراً وتكراراً على مصادر الطاقة المتجددة في ارتفاع تكاليف الطاقة.
وقالت وزيرة الطاقة السابقة جينيفر غرانهولم إنها تتوقع أن تتغير رسائل السياسيين وأن يقل عدد الأشخاص الذين سيذكرون المناخ كموضوع. وقالت: «يرى الناس ذلك أمراً مستحسناً، لكنه ليس أمراً ضرورياً بالنسبة لهم، لكن القدرة على تحمل التكاليف يمكن أن تكون هي المفتاح».
وسعى المسؤولون التنفيذيون في قطاع الوقود الأحفوري إلى الاستفادة من مسألة القدرة على تحمل التكاليف، لا سيما لدعم المشاريع في الولايات ذات أسعار الكهرباء المرتفعة. قال توبي رايس، الرئيس التنفيذي لشركة «إي كيو تي» لإنتاج الغاز: «كانت هذه الحركة البيئية بمثابة وجبة غداء مجانية، فلم يرَ الناس آثار إلغاء خطوط الأنابيب، لكننا نشهدها الآن، فتكاليف الطاقة على المستهلكين في ارتفاع مستمر».
ويقيم بعض السياسيين الديمقراطيين خياراتهم. وتعيد حاكمة نيويورك، كاثي هوشول، تقييم خطي أنابيب «نورث إيسترن سبلاي» و«كونستيتيوشن»، اللذين توقف العمل بهما لأسباب بيئية، كوسيلة محتملة لتحسين القدرة على تحمل تكاليف الطاقة.
وقال كريس تريانور، المدير التنفيذي لتحالف «بيج»، وهو تحالف لمنتجي الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة: «هناك إدراك أن الأيديولوجية التي قامت عليها معارضة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي ربما لا تحل المشكلات التي يعتقدون أنها حلتها».
وقد انتشر هذا التحول في المواقف في عالم الأعمال. وقالت الشركات الناشئة في مجال الطاقة النظيفة إنها توسع نطاق عروضها عند جمع التبرعات وتوقيع الصفقات. وقال توماس سيستو، الرئيس التنفيذي لشركة «إكس إل باتريز»: «أود أن أقول إن عصر «القيمة البيئية» قد ولى. لا نتردد في القول إن أفضل استخدام لتقنيتنا هو في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، كما أننا نستهدف أيضاً مراكز البيانات وصناعة النفط والغاز».
على الرغم من الانتكاسات في الولايات المتحدة والضغوط الجيوسياسية الأوسع التي عززت المشاعر المعادية للبيئة في بعض الدول، أعرب العديد من قادة الدول الأخرى عن التزامهم بالتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري. و
قد قدمت أكثر من 100 دولة خططاً مناخية محدثة للأمم المتحدة قبل القمة المقبلة في البرازيل في نوفمبر، لكن الدول ذات الانبعاثات العالية مثل الهند لا تزال عالقة، ووصفت بعض الخطط بأنها «مخيبة للآمال» لعدم بذلها جهوداً كافية لمعالجة تغير المناخ.
وحث الرئيس الصيني شي جين بينغ المجتمع الدولي في خطابه أمام الأمم المتحدة على مواصلة التركيز على «الاتجاه الصحيح»، ودعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الدول إلى تعزيز خططها لخفض الانبعاثات قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين.
من جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في فعالية ضمن فعاليات أسبوع المناخ: «لقد استثمرنا بكثافة في الطاقة المتجددة. وكنا نعلم أن هذا ليس مفيداً للمناخ فحسب، بل لأن مصادر الطاقة المتجددة هي الخيار الأكثر أماناً ووفرة واستقراراً على المدى الطويل».