الأحد 8 ديسمبر 2024 - 05:00:03 م

شركات الأدوية «المكافئة» بالهند تستعد لطرح عقاقير أرخص لفقدان الوزن

شركات الأدوية «المكافئة» بالهند تستعد لطرح عقاقير أرخص لفقدان الوزن

دبي، الإمارات العربية المتحدة:

يعد انتهاء صلاحية براءة اختراع شركة نوفو نورديسك في المملكة المتحدة لعقار ساكسيندا «بروفة» لإصدار نسخ جنيسة (مكافئة) مستقبلية من عقار «أوزمبيك». وتعتزم صناعة الأدوية الجنيسة (وهي التركيبات الدوائية تم إنشاؤها لتقديم نفس الفوائد العلاجية التي توفرها الأدوية ذات العلامات التجارية الموجودة)، القوية في الهند، طرح أدوية مكافئة لإنقاص الوزن في المملكة المتحدة، خلال الفترة المقبلة. ولذلك، توقع أحد المنتجين الرائدين حدوث «حرب أسعار ضخمة»، قد توسع كثيراً نطاق الوصول إلى هذه الأدوية الشهيرة.

تستعد شركات الأدوية الهندية لطرح نسخ جنيسة من أدوية إنقاص الوزن (الأدوية الجنيسة هي التي تحمل نفس المادة الفعالة لعلامة تجارية أخرى)، في المملكة المتحدة، خلال الأسابيع المقبلة. ويتوقع أحد المنتجين الرائدين انخفاضاً كبيراً في الأسعار، ما سيزيد من إمكانية حصول المرضى على هذه الأدوية.

وتعد شركة بيوكون، ومقرها بنغالور، أول شركة تحصل على موافقة من المملكة المتحدة لطرح نسخة جنيسة من علاج فقدان الوزن ساكسيندا، من شركة نوفو نورديسك، وهي جاهزة لبدء المبيعات بحلول نوفمبر. و«ساكسيندا» هو دواء قديم، ينتمي إلى نفس فئة الأدوية (جي إل بي - 1)، مثل عقار أوزمبيك الشهير لعلاج مرض السكري، وعقار ويغوفي لإنقاص الوزن، اللذين تنتجهما شركة نوفو نورديسك الدنماركية.

في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، امتنع الرئيس التنفيذي لشركة بيوكون، سيدهارث ميتال، عن الكشف عن استراتيجية التسعير الخاصة بالنسخة الجنيسة لـ «ساكسيندا»، لكنه توقع أن تصل مبيعات شركته من الدواء إلى 18 مليون جنيه إسترليني سنوياً في المملكة المتحدة، بعد انتهاء براءة اختراع الدواء الشهر المقبل.

وأضاف ميتال أنه يتوقع أن تحصل النسخة الجنيسة من دواء ساكسيندا على موافقة الاتحاد الأوروبي هذا العام، وفي الولايات المتحدة بحلول 2025. وأشار ميتال قائلاً: «عندما تدخل الأدوية الجنيسة إلى السوق، ستكون هناك حرب أسعار ضخمة»، متوقعاً وجود طلب كبير على هذه الأدوية عند طرحها بأسعار مناسبة.

وفي الولايات المتحدة، أطلقت شركة تيفا الإسرائيلية في يونيو، نسخة جنيسة من دواء فيكتوزا، وهو دواء لعلاج مرض السكري، تنتجه «نوفو نورديسك»، يعتمد على «ليراجلوتيد»، ويحتوي على نفس المكون النشط في عقار «ساكسيندا».

وقال كريستوفر شارب، محامي قضايا الملكية الفكرية بشركة بينسنت ماسونز، إن طرح النسخ الجنيسة من دواء ساكسيندا، قد يكون بمثابة «اختبار تجريبي للعنصر النشط سيماغلوتايد، المستخدم في أدوية أوزيمبيك وويغوفي». وأشار إلى أنه من المرجح أن يكون هناك منافسة قوية من قبل شركات الأدوية المهتمة بتطوير الأدوية الجنيسة من فئة (جي إل بي - 1)، لأن الجائزة كبيرة جداً.

كانت شركة بيوكون وغيرها من الشركات المصنعة للأدوية الجنيسة الهندية الكبرى، بما في ذلك سيبلا ودكتور ريديز وصن فارماسوتيكالز إندستريز، تنتظر بفارغ الصبر انتهاء الحقوق الحصرية التي تمتلكها شركة نوفو نورديسك على أدوية (جي إل بي - 1 إس).

وستبدأ براءات اختراع الشركة الدنماركية لمادة سيماغلوتيد، المكون النشط في علاجاتها الرائجة أوزمبيك وويغوفي، في الانتهاء في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا والأمريكتين، اعتباراً من عام 2026، ومن عام 2030 في الولايات المتحدة. وقد دفعت عقاقير ويغوفي وأوزمبيك شركة نوفو نورديسك إلى تسجيل مبيعات قياسية في عام 2023.

ومن المتوقع أن ينمو السوق العالمي لعقاقير(جي إل بي - 1)، إلى أكثر من 140 مليار دولار، بحلول عام 2030، من أقل من 40 مليار دولار في عام 2023، وفقاً لبيانات شركة غلوبال داتا. ويشير الخبراء إلى أن دخول المنافسة الجنيسة، عادة ما يؤدي إلى خسارة بنحو 80 % من الحصة السوقية للمورد الأصلي، وانخفاض أسعار الأدوية بنحو 20 - 30 %.

وانخفضت مبيعات ساكسيندا من «نوفو نورديسك» بنسبة 36 % بالفعل، في النصف الأول من عام 2024، حيث يتطلب الدواء حقناً يومياً، وهو أقل فعالية من العلاجات الأسبوعية، مثل «ويغوفي» و«مونغارو» المنافسة من شركة إيلي ليلي. وتركز شركة «نوفو نورديسك» الدنماركية حالياً، على زيادة إمدادات سيماغلوتيد لتلبية الطلب الجامح في الولايات المتحدة والأسواق الحالية، وتقديمه إلى دول جديدة.

وقال براشانت ناير مدير شركة أمبيت كابيتال، ومقرها مومباي: «لا تتوفر لديهم قدرة كافية على التصنيع، فيما يمكن للشركات الهندية القيام بذلك، وإذا حدث هذا الأمر، فيمكن للهند والأسواق الناشئة الأخرى أن تنفتح».

من المتوقع أن تكون الهند محركاً رئيساً لمبيعات أدوية (جي إل بي - 1)، لصالح قطاع الأدوية الجنيسة في البلاد، وهو الأكبر في العالم. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني 77 مليون بالغ هندي من مرض السكري من النوع الثاني، وتظهر الاستطلاعات الصحية الحكومية، أن نحو واحد من كل أربعة هنود، يعاني من السمنة أو زيادة الوزن.

كما أعلنت الحكومة الهندية أنها ستدعم تصنيع علاجات مرض السكري وفقدان الوزن، بمجرد انتهاء صلاحية براءة اختراع سيماغلوتايد في البلاد، في عام 2026. وقال جوي ديب غوش، الشريك في شركة ديلويت بالهند: «كانت هناك بعض المبادرات الحكومية»، موضحاً أن هناك العديد من اللاعبين الكبار في قطاع الأدوية الجنيسة في الهند، الذين يتمتعون بمكانة قوية حالياً.

وقال سريكانث ماهاديفان، المدير في شركة ديلويت، والمتخصص في مجال الرعاية الصحية، إن مبيعات أدوية إنقاص الوزن في الهند، تقدر بنحو عُشر مبيعاتها في الولايات المتحدة، لكن هذا سيتغير بمجرد أن تطرح البلاد علاجات السيماغلوتيد. وقال ماهاديفان إن الهند ستكون «سوقاً ضخمة، نظراً للحجم الكبير لقاعدة المرضى».