الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر يبحث مستقبل القطاع
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، الاثنين، انطلاق النسخة الحادية عشرة لمنتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر، تحت شعار «مستقبل السياحة: في مجالات الرقمنة، الصحة والسلامة»، والذي يقام بتنظيم من هيئة الإنماء التجاري والسياحي، في مركز إكسبو الشارقة.
استهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وشاهد سموه والحضور بعد ذلك عرضاً مصوراً تناول أهداف المنتدى وأبرز ما ستتم مناقشته في الجلسات، ألقى عقبه خالد جاسم المدفع رئيس الهيئة كلمة رحب فيها بسمو نائب حاكم الشارقة والحضور في المنتدى، الذي يجمع عدداً من الخبراء العالميين وقادة القطاع المبدعين وصناع القرار والسياسات، لمناقشات التوجهات المستقبلية في السياحة وكيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحسين تجربة السياح وتعزيز الاستدامة في القطاع.وأشار المدفع إلى الانتعاش الذي يشهده القطاع السياحي مؤخراً، وفقاً للأرقام التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة للسياحة، والتي تبين العودة للأرقام السابقة، الأمر الذي يعكس التعافي خصوصاً بعد جائحة «كوفيد 19»، موضحاً أن الدراسات تشير إلى أن عام 2024 سيسجل زيادة تقدر بنسبة 4-6% في المنطقة، ما يساهم في دعم الاقتصاد العالمي.تطور القطاعأكد رئيس الهيئة أن التطورات اللوجستية في القطاع والتحسينات في البنية التحتية تؤدي إلى اهتمام المسافرين والشركات، ما يساهم في تعزيز القطاع، حيث تعتبر منطقة الشرق الأوسط هي الوحيدة التي حققت نمواً في عدد السياح بلغت نسبته 122%، عام 2023 مقارنة بعام 2019.وأضاف المدفع أن السياحة تعد من القطاعات الحيوية التي تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي والعالمي، حيث تساهم في توفير فرص العمل وزيادة الدخل وجذب الاستثمارات، وتولي القيادة الرشيدة في الدولة اهتماماً بالغاً لتطوير القطاع، من خلال إطلاقها الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، التي تهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كوجهة سياحية عالمية رائدة.
وتناول المدفع التطور السياحي الذي تشهده إمارة الشارقة، قائلاً: نشهد اليوم استمراراً للحركة التنموية في الإمارة في مختلف القطاعات بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يولي اهتماماً بالغاً لتطوير القطاع السياحي، وتعزيز مكانة الإمارة على خريطة السياحة العالمية، فتحت قيادة سموه تشهد الشارقة نمواً كبيراً في مختلف القطاعات الحيوية، ما جعلها اليوم من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في المنطقة.ركائز القطاع ألقى عبدالله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد، كلمة أشاد في بدايتها بالتنظيم المتميز للمنتدى، مؤكداً أن المنتدى يوفر منصة مثالية لمناقشة سبل وآليات تطوير السياحة الإماراتية إلى مستوى جديد، والاطلاع على أفضل الممارسات المحلية والعالمية في التنمية السياحية، وخلق الفرص للقطاع الخاص للاستثمار والتوسع.وأوضح وكيل الوزارة أن القطاع يعد من أهم المحركات التنموية للاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أبرز الأرقام والجهود التي حققتها دولة الإمارات، حيث احتلت المركز الأول إقليمياً في مؤشر التنمية والسياحة والسفر، فيما جاءت في المركز السادس عالمياً كأكبر الأسواق دخلاً في إيرادات السياحة، التي بلغت 191 مليار درهم، عام 2023، إضافة إلى زيادة عدد النزلاء في المنشآت الفندقية في الدولة، ووصولها إلى 15.3 مليون خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي.وأشار آل صالح إلى الجهود التي قامت بها الدولة لتعزيز القطاع السياحي، قائلاً: إن هذه المؤشرات الإيجابية تعكس ما يتمتع به القطاع السياحي في الدولة من فرص واعدة. مشيراً إلى أهمية توطين التكنولوجيا والابتكار وأثرها على السياحة، قائلاً: نؤمن بأهمية توطين السياحة التكنولوجية والابتكار والرقمنة في تطوير السياحة الوطنية، وتعزيزها لتجربة السياحة للزوار، وجعلها أكثر سهولة ومرونة، وحرصت الإمارات على الاستثمار في تطبيقات الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي، ما يسمح للزوار بالتخطيط لحجوزاتهم والتنقل بسهولة داخل الدولة.
وكشف عبدالله آل صالح أن دولة الإمارات تعمل حالياً مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة لتنفيذ مشروع تجريبي لقياس السياحة المستدامة في دولة الإمارات، والذي سيتم من خلاله قياس الأثر الاقتصادي لقطاع السياحة، والأثر البيئي والثقافي والاجتماعي للقطاع.بيانات عالميةقدمت بسمة الميمان المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة عرضاً مرئياً، تناولت خلاله دور المنظمة في الابتكار والقدرات الرقمية وعكسها في القطاع السياحي.وشاركت الميمان، خلال عرضها، بعض بيانات السياحة العالمية للعامين الماضيين، وفقاً لمقياس السياحة التابع لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، والتي بلغ فيها عدد السياح الدوليين الوافدين 1.3 مليار سائح، فيما بلغت مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي 9.1%، وحققت صادرات السياحة 1.7 تريليون دولار.التحول الرقميشهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، خلال افتتاح المنتدى، جلسة بعنوان «السياحة في عصر التحول الرقمي»، تحدث خلالها كل من أحمد عبيد القصير المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وبسمة الميمان، التي ناقشت دور التقنيات الرقمية في إعادة رسم ملامح قطاع السياحة.وأكد القصير أهمية الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمعات المحلية لدعم السياحة، معتبراً أنها تؤثر أيضاً على الناتج المحلي وتوفر العديد من الفرص مثل الوظائف والاستثمار للشباب، وتؤثر على اقتصاد الدولة، مشيراً إلى أن الشارقة تمتلك المقومات السياحية الكبيرة التي تجعلها إحدى الوجهات المفضلة، وذلك لتنوعها البيئي والثقافي والتراثي.وتفضل سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بعد ختام الجلسة بتكريم المتحدثين والشركاء، مقدماً لهم الدروع التذكارية وملتقطاً معهم الصور.
المعرض المصاحب كما تجوّل سموه في أروقة المعرض المصاحب للمنتدى، الذي يشارك فيه عدد من الجهات الحكومية والخاصة المتخصصة في قطاع السياحة والسفر، متعرّفاً سموه إلى أبرز مشاركاتهم، وما يقدمونه من خدمات تعزز قطاعي السياحة والسفر في دولة الإمارات، والشارقة بشكل خاص.ويناقش المنتدى خلال جلساته عدة موضوعات مهمة في مجال السياحة، منها الجلسات الرئيسية، والتي تحمل عنوان «السياحة 2030: تحقيق التوازن بين الابتكار والاستدامة والسلامة في العالم الرقمي»، و«استكشاف آفاق الرقمنة والصحة والسلامة في مجال السياحة»، إضافة إلى «مستقبل السياحة الآمنة: البروتوكولات الصحية وأفضل الممارسات».حضر الافتتاح بجانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من الشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وحمد جمعة الشامسي رئيس دائرة التخطيط والمساحة، وعيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي، وعدد من كبار المسؤولين، ومديري الدوائر والهيئات الحكومية، وممثلي الجهات المشاركة.