الخميس، 23 يناير 2025
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
حققت شركة «أورستد»؛ أكبر مطور لطاقة الرياح البحرية في العالم، خسائر جديدة في أعمالها بالولايات المتحدة، ما أدى إلى انخفاض حاد في أسهمها، مع تولي دونالد ترامب الرئاسة، ما يلقي بظلاله على آفاق قطاع الطاقة المتجددة.
وأعلنت «أورستد» أن إجمالي خسائرها بلغ 12.1 مليار كرونة دنماركية (1.7 مليار دولار)، معتبرة أن أسعار الفائدة وتحديات سلسلة التوريد و«عدم اليقين في السوق» أثرت على قيمة عقود إيجار قاع البحر الخاصة بها.
وانخفضت أسهم «أورستد» المدرجة في كوبنهاجن بأكثر من 17 % مع افتتاح السوق، صباح الثلاثاء، ما زاد من تراجعها على مدار العام الماضي.
كان إعلان الخسائر ضربة لجهود المجموعة الدنماركية للتعافي من خسائر بلغت 28.4 مليار كرونة دنماركية في محفظتها الأمريكية عام 2023، وقد أرجعت تلك الخسائر أيضاً إلى ارتفاع أسعار الفائدة، وتحديات سلسلة التوريد.
وتم الكشف عن الخسائر الجديدة بعد ساعات فقط من تنصيب ترامب وتعليقه الفوري لعقود إيجار طاقة الرياح البحرية الجديدة.
وقال ترامب: «لن نقوم بتركيب توربينات الرياح، فهي كبيرة وقبيحة، وتفسد الحي الذي تعيش فيه».
ومشروعا «أورستد» البحريان قيد الإنشاء بالولايات المتحدة، وهما Revolution Wind وSunrise Wind، قد حصلا بالفعل على التصاريح الفيدرالية المطلوبة، لكن نهج ترامب يثقل كاهل القطاع، وانخفضت أسهم Vestas، صانع توربينات الرياح المدرجة في الدنمارك، بأكثر من 4 %، صباح الثلاثاء.
وفي مكالمة مع المحللين، قال مادس نيبر، الرئيس التنفيذي لشركة «أورستد»، إن الشركة تدرس أمر التعليق الصادر عن ترامب، لكنه رفض التعليق بأكثر من ذلك.
وفي يوم الاثنين وقع ترامب أمراً تنفيذياً يبدأ بموجبه انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، التي وُقعت عام 2016 كجزء من الجهود العالمية للحد من تغير المناخ.
وأعلن نيبر عن الخسائر يوم الاثنين، واصفاً إياها بأنها «مخيبة للآمال للغاية»، لكن الشركة ما زالت «ملتزمة بالسوق الأمريكي على المدى الطويل».
وأضاف: «نواصل التعامل مع التعقيدات وعدم اليقين، الذي نواجهه في صناعة طاقة الرياح البحرية في السوق الأمريكية الجديدة».
دخلت «أورستد» السوق الأمريكية عام 2018 كرائدة في صناعة طاقة الرياح البحرية، لكنها واجهت صعوبات، مثل العديد من الشركات الأخرى، عندما ارتفعت أسعار الفائدة وتعرضت سلاسل التوريد لضغوط بعد جائحة كورونا.
وفي نوفمبر 2023 أعلنت الشركة تخليها عن مشروعين قبالة سواحل نيوجيرسي، ما أثار مخاوف المساهمين، بسبب تحقيق خسائر بلغت 28.4 مليار كرونة دنماركية، وهي أعلى من المتوقع.
في محاولة لإنعاش الأعمال، أعلنت الشركة في فبراير الماضي تعليق توزيعات الأرباح، وخفض ما يصل إلى 800 وظيفة، والانسحاب من أسواق طاقة الرياح البحرية في النرويج وإسبانيا والبرتغال في محاولة للتركيز على المناطق الأساسية.
وقالت «أورستد» إن ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل بالولايات المتحدة أدى إلى زيادة تكلفة رأس المال، ما يمثل 4.3 مليارات كرونة دنماركية من إجمالي الخسائر البالغة 12.1 مليار كرونة دنماركية.
وسجلت الشركة 3.5 مليارات كرونة دنماركية أخرى، بسبب «عدم اليقين في السوق» الذي أثر على قيمة عدة عقود إيجار لقاع البحر، بينما غطت 4.3 مليارات كرونة دنماركية أخيرة التأخيرات في مشروع Sunrise Wind لطاقة الرياح البحرية قبالة سواحل نيويورك، ومن المقرر أن يبدأ هذا المشروع العمل في النصف الثاني من عام 2027.
رغم ذلك قالت «أورستد» إنها ستلتزم بتوجيهاتها لأرباح التشغيل لعام 2024 البالغة 24.8 مليار كرونة. وأضافت أن مزارع الرياح التابعة لها، سواء على الأرض أو في البحر، حققت أداء يتوافق مع التوقعات. وبلغت إيراداتها في عام 2023 ما مجموعه 79.3 مليار كرونة.
قبل انخفاض الثلاثاء انخفضت أسهم «أورستد» بنسبة تقارب 20 % على مدار الـ12 شهراً الماضية، وهي أقل بنحو 77 % من ذروتها في يناير 2021 عندما بلغ الاهتمام بأسهم البيئة ذروته.