الخميس 13 مارس 2025 - 09:50:57 م

1.3 مليار عدد السياح عالمياً والتحولات الرقمية تعيد رسم مستقبل القطاع

1.3 مليار عدد السياح عالمياً والتحولات الرقمية تعيد رسم مستقبل القطاع

دبي، الإمارات العربية المتحدة:

شهدت القمة العالمية للحكومات 2025، جلسات حوارية بحثت في السياحة والدبلوماسية الثقافية، ناقش خلالها نخبة من الخبراء والمبدعين دور الترفيه والفن والرياضة في تشكيل هوية الدول وتعزيز قوتها الناعمة، بالإضافة إلى تأثير التطور الرقمي على قطاع السياحة ودور الحكومات في دعمه.

حيث ناقش المشاركون في جلسة «قوة الإبداع العابر للحدود»، دور الدبلوماسية الثقافية كأداة لتعزيز الوحدة والتعاون بين الدول، مسلطين الضوء على تأثير الفنون والتكنولوجيا والابتكار في بناء جسور التواصل الثقافي.


وأكد خلال الجلسة رفيق أناضول، فنان ومخرج، أن العالم يعيش لحظة استثنائية في تشكيل المستقبل بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي يسهم في تقديم تجربة حسية متكاملة، تشمل الرائحة، الذوق، واللمس، وهو ما أسماه «الواقع التوليدي Generative Reality»، وهو بعد جديد يتجاوز الواقع الافتراضي والمعزز، يتيح تجربة تفاعلية غامرة.


وأشار أناضول إلى أن دبي تواصل ريادتها في تبني مستقبل مؤثر قائم على الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذا المستقبل يجب أن يكون أخلاقياً من خلال جمع بيانات مسؤول وحوسبة مستدامة. وأشاد ديفيد ستيرن، رئيس مجلس إدارة مجموعة ويتان Witan Group، بدبي كنموذج للمدينة التي تتبنى أفضل التقنيات برؤية استثنائية، معتبراً أن ذلك يمتد ليشمل الفن الرقمي والتطورات الثقافية الجديدة.


سياسات السياحة الثقافية

وفي جلسة «سياسات السياحة الثقافية ودور الحكومات في صياغتها»، أكد أيمن المؤيد، الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة في البحرين، أن الفنادق وحدها لم تعد كافية لجذب السياح، بل يجب توفير تجربة متكاملة تشمل الترفيه، والنظام البيئي السياحي، والحلول الذكية للحجز والدفع.

وأضاف، أن الرياضة تواصل نموها كأحد أكبر محركات الاقتصاد السياحي، مع فرص كبيرة للتوسع والتطوير على المستوى الحكومي العالمي.


من جانبه، أوضح ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لكأس العالم فيفا قطر 2022، أن القطاع الرياضي تغير جذرياً، حيث لم يعد المشجعون يكتفون بمتابعة المباريات تقليدياً، بل أصبحت الرياضة جزءاً من تجربة ترفيهية متكاملة.


وأضاف، على الدول التي تستضيف الفعاليات الكبرى أن تدرك أن لديها فرصة واحدة لبناء سمعة قوية، وعليها تقديم تجربة استثنائية للمشجعين مقابل وقتهم وأموالهم.

التطور الرقمي يعيد تشكيل السياحة
واستعرضت جوليان تانز، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية السابقة لـ Booking.com، النمو الهائل في قطاع السياحة، مشيرة إلى أن عدد السياح عالمياً ارتفع من 25 مليوناً في عام 1950 إلى 1.3 مليار العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل إلى 5.3 مليارات مسافر خلال السنوات القادمة بفضل العمل عن بُعد والإقامات الممتدة.

وأكدت تانز، أن السياح باتوا يبحثون عن تجارب أصيلة تشبه حياة السكان المحليين، مع زيادة الاهتمام بالاستدامة والتجارب الشخصية، مشيرة إلى أن الحكومات يجب أن تلعب دوراً رئيسياً في دعم البنية التحتية السياحية المستدامة. كما توقعت أن يشهد القطاع تطوراً رقمياً كبيراً من خلال حلول ذكية تسهل على المسافرين تحديد وجهاتهم وتجربة سفر أكثر تخصيصاً وسهولة.


الرياضة قوة ناعمة

وفي جلسة «دور الترفيه في تشكيل الهوية الإعلامية للدول وقوتها الناعمة»، ناقش ستيفن باجليوكا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة PagsGroup، وباتوشيج باتبولد، رئيس اللجنة الأولمبية المنغولية، إلى جانب جيرمي غوثري، اللاعب السابق في بطولة العالم للبيسبول، وليندر بايس، لاعب التنس الهندي السابق ومؤسس Flying Man Ventures، التوسع العالمي للرياضة ودورها المتنامي في التأثير على الاقتصاد والثقافة. وأكد المتحدثون أن البطولات الكبرى مثل NBA وMLB أصبحت أكثر عالمية، حيث يشكل اللاعبون الدوليون جزءاً كبيراً من الفرق والأندية المحلية، مما رفع مستوى المنافسة والاهتمام الجماهيري.

كما تناولت الجلسة دور التكنولوجيا في البث الرقمي، حيث مكّنت الفرق الكبرى مثل مانشستر يونايتد وليفربول من الوصول إلى مليارات المشجعين عالمياً، مما جعل الرياضة أكثر عولمة وانتشاراً.


وأخيراً، تم تسليط الضوء على تأثير الرياضة على هوية المدن والمجتمعات، حيث تعزز البطولات الكبرى الفخر الثقافي وتساهم في النمو الاقتصادي، مما يرسّخ الرياضة كجزء أساسي من التجربة الاقتصادية والترفيهية العالمية.


وفي محاولة لاستكشاف دور الفنانين والمبدعين في دفع عجلة الاقتصاد العالمي، عُقدت جلسة بعنوان «كيف يمكن للمبدعين قيادة مستقبل الاقتصاد؟»، بمشاركة مايك اينزيجر، مؤلف الأغاني وعازف الجيتار وأحد الأعضاء المؤسسين لفرقة إنكيبوس، وريكس كودو، المنتج الموسيقي. وناقش المتحدثون كيفية الاستفادة من الإبداع في الترفيه والثقافة والتكنولوجيا لتعزيز النمو الاقتصادي.