الخميس 3 يوليو 2025 - 04:45:32 م

مخاوف أوروبية من السياحة المفرطة مع تدفق السياح الأمريكيين على القارة

مخاوف أوروبية من السياحة المفرطة مع تدفق السياح الأمريكيين على القارة

دبي، الإمارات العربية المتحدة:

تستعد أبرز الوجهات السياحية في أوروبا لاستقبال عدد قياسي من السائحين هذا الصيف، في ظل عزوف السائحين عن زيارة الولايات المتحدة، ما يزيد المخاوف المتصاعدة حيال ظاهرة السياحة المفرطة في القارة.


وأشار محللون إلى أنه رغم مسؤولية المصيفين الأوروبيين جزئياً عن الزيادة في أعداد الزوار المتجهين إلى أبرز الوجهات الأوروبية، فإن السبب الرئيس يعود إلى قوة الطفرة التي أعقبت الجائحة في أعداد السياح القادمين من الولايات المتحدة.

وأفاد المكتب الوطني الأمريكي للسفر والسياحة بأن أكثر من 7.7 ملايين أمريكي سافروا إلى أوروبا بين شهري يناير ومايو من العام الجاري، بزيادة قدرها 6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما سجلت خدمات «يورو ستار» ارتفاعاً بنسبة 45% في حجوزات المسافرين الأمريكيين لشهري يونيو ويوليو مقارنة بعام 2024.

وفي حين عززت الألعاب الأولمبية في باريس والجولة الفنية لتايلور سويفت، الزيارات إلى أوروبا خلال العام الماضي، إلا أن ريتشارد كلارك، المحلل لدى «بيرنشتين»، لفت إلى أنه كانت هناك مخاوف من أن الزيارات إلى القارة «ستنخفض على نحو حاد»، في ضوء غياب فعاليات بهذا الحجم خلال العام الجاري، لكن يبدو أن نمو الزيارات، في واقع الأمر، سيكون قوياً، وربما تكون أوروبا بصدد فصل صيف قياسي.

وأسفر تزايد أعداد الزوار الوافدين إلى القارة، عن احتجاجات ضد السياحة المفرطة من مواطني برشلونة، وأمستردام، وجزيرة سانتوريني اليونانية، والذين اشتكوا من تسبب السياحة المفرطة في نقص الإسكان المتاح وأسعار الإيجارات الباهظة.

وانضم مواطنو البندقية الإيطالية، إلى جموع المحتجين هذا الأسبوع ضد الزفاف الفاخر لجيف بيزوس على مدار ثلاثة أيام في المدينة. ونشر السكان المحليون في البندقية لافتات على حوائط المدينة كتبوا عليها «لا مكان لبيزوس».

ورغم أن ازدياد توافد السياح يمثل أخباراً سارة لأصحاب الفنادق في أوروبا، إلا أنه ليس نبأ ساراً للسياح الآخرين في القارة. وتشير تقديرات «بيرنشتين»، إلى أن السياح الأمريكيين ينفقون مبالغ أكبر بما يتراوح بين 20% و25% مقابل الغرف الفندقية مقارنة بمتوسط ما يدفعه النزلاء الآخرون، لأنهم يميلون إلى حجز غرف أكثر تكلفة ويفضّلون الحجوزات المرنة. وقال كلارك إن الأمريكيين الذين يزورون أوروبا «يتسببون في ارتفاع الأسعار بالنسبة للجميع».

وتتطلع سلاسل الفنادق الأمريكية إلى الاستفادة من هذا الأمر، إذ تعتزم «هيلتون» افتتاح 65 فندقاً إضافياً في أوروبا هذا العام. أما «ماريوت»، التي عملت على زيادة عدد الغرف الفندقية لديها بالقارة على مدى العامين الماضيين بواقع 11.5%، فقد اعتبرت أوروبا أولوية بالنسبة لها.

ويشهد مشغّلو الفنادق اتجاه الطلب في أوروبا إلى مناطق جديدة بخلاف أبرز الوجهات السياحية في القارة. لذلك، تخطط «هيلتون» إلى افتتاح فنادق جديدة في بعض الوجهات السياحية الأقل شهرة، مثل البوسنة والهرسك. وقالت كارين شيبارد، رئيسة الأعمال لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بمجموعة «آي إتش جي» التي تعتزم افتتاح حوالي 40 ألف غرفة فندقية في أوروبا على مدى العامين المقبلين: «تعج أوروبا بالزوار بالفعل، لكن من الواضح أن الأرقام ستتزايد».

بالإضافة إلى ذلك، تختار نسبة أعلى من الأوروبيين قضاء عطلة الصيف في أوروبا بدلاً من الولايات المتحدة. وقال جيمي لين، كبير خبراء الاقتصاد بمؤسسة «إير دي إن إيه»، إلى أن «الخطاب الذي تتبناه الإدارة الأمريكية» بشأن التعريفات الجمركية ثبّط الأوروبيين عن زيارة الولايات المتحدة. وأسهب: «نرى ذلك على نطاق واسع من الألمان، والفرنسيين، والهولنديين كذلك»، منوّهاً بأن المتطلعين إلى السياحة تثنيهم أيضاً القيود الأكثر صرامة على الدخول إلى الولايات المتحدة.

وسلّطت خدمات «يورو ستار»، الضوء على اختيار ما لا يقل عن 22 مليون مواطن أوروبي السفر في حدود بلدانهم خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري. وأفادت البيانات الصادرة عن الحكومة الأمريكية، بانخفاض عدد السياح الأوروبيين المتوجهين إلى الولايات المتحدة بمقدار 2.2% على مدى الفترة ذاتها.

من جانبه، أكد سايمون فينسنت، رئيس أعمال عملاقة الفنادق «هيلتون» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بأن الفنادق المملوكة لـ«هيلتون» في مناطق مثل إيبيزا وكانت «مزدحمة للغاية». وقال: ما زلنا نستعد لفترة ذروة الموسم الصيفي، والفنادق مزدحمة للغاية. وتشهد شركة «هوتيل إنفستمنت بارتنرز»، المملوكة لمجموعة «بلاك ستون» والتي تدير نحو 70 فندقاً مطلاً على الواجهة البحرية في أنحاء القارة الأوروبية اتجاهات مماثلة.