الجمعة، 13 سبتمبر 2024
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
اختُتمت أمس فعاليات مهرجان «دبي للذكاء الاصطناعي والويب 3» الذي نظمه «كامبس دبي للذكاء الاصطناعي» بالشراكة الاستراتيجية مع مركز دبي المالي العالمي ومكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد.
وجمع المهرجان على مدار يومين ما يزيد على 6800 مشارك من أكثر من 100 دولة لاستكشاف وتوسيع الإمكانيات التجارية لتقنيات الذكاء الاصطناعي والويب 3. وكان من بين الحضور مسؤولون حكوميون، وأكاديميون، وقادة أعمال، وممثلون عن شركات الذكاء الاصطناعي والويب 3، حيث استعرض أكثر من 100 عارض أحدث تقنياتهم الناشئة خلال المهرجان.
وخلال كلمته في اليوم الثاني للمهرجان، قال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: «تأسس مركز دبي المالي العالمي قبل 20 عاماً ليكون وجهة مستقبلية داعمة لمساعي التنويع الاقتصادي في دبي، مرتكزاً في ذلك على أفضل الممارسات واللوائح التنظيمية عالمية المستوى.
وتشكّل ثقافة الابتكار لدينا أساساً لبناء أكبر منظومة للمال والأعمال والتقنيات الناشئة في المنطقة. وقد استقطب «كامبس دبي للذكاء الاصطناعي» بالفعل أكثر من 120 شركة متجاوزاً هدفنا للعام الأول البالغ 75 شركة.
وبحلول عام 2028، نتوقع استقطاب أكثر من 500 شركة مع خلق ما يزيد على 3000 فرصة عمل، وتوسيع مساحة «كامبس دبي للذكاء الاصطناعي» إلى أكثر من 100,000 قدم مربعة، واستقطاب استثمارات بقيمة 300 مليون دولار».
رخصة
وأعلن أميري عن إطلاق رخصة دبي التجارية للذكاء الاصطناعي التي تعتبر الأولى من نوعها، والتي ستسهم في استقطاب المزيد من الشركات إلى دبي. وتأتي هذه الخطوة بعد نجاح «رخصة الابتكار» لمركز دبي المالي العالمي التي أسهمت في استقطاب ما يزيد على 1100 شركة إلى المركز.
كما أعلن مركز دبي المالي العالمي عن إطلاق مفهوم «الذكاء الاصطناعي كخدمة» الذي سيساعد الشركات على تقييم جاهزية الذكاء الاصطناعي، وتحديد الفرص المتاحة، وتقديم التوصيات، وتطوير الاستراتيجيات، والمساهمة في تنفيذ النتائج.
وقد تنافست شركات الذكاء الاصطناعي والويب 3 خلال المهرجان على الفوز بالنسخة الأولى من كأس العالم لتكنولوجيا المستقبل، وسيتم الإعلان عن اسم الشركة الفائزة قريباً. وقدم المتأهلون للتصفيات النهائية عروضاً متميزة استعرضوا فيها قدرة ابتكاراتهم على إحداث تحول جذري في قطاعات الأعمال ومعالجة التحديات العالمية الملحة.
وتضمنت أجندة فعاليات اليوم الثاني مناقشات موسعة حول مواضيع متنوعة مثل الشمول والتنوع، ولا مركزية الذكاء الاصطناعي، وبناء القدرة على مواجهة المخاطر التي تعترض الموردين أثناء تطبيق الذكاء الاصطناعي في الأعمال، والقوانين واللوائح المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ومواضيع أخرى تضمنت قابلية التشغيل البيني، والنمذجة التنبؤية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتصور البيانات، ومعالجة البيانات الضخمة، واستخراج البيانات، وتكيف المؤسسات مع عملية الترحيل إلى الويب 3، والحوكمة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، والأخلاقيات، والامتثال، وغيرها.
ولتعزيز تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والويب 3، وقّع «كامبس دبي للذكاء الاصطناعي» اتفاقيات عدة خلال المهرجان مع الدفاع المدني في دبي، و«هولون»، و«كيرني»، و«نايا ون»، و«إس آي إي إف» و«فيزا»، وبنك وربة، وزيوريخ للتأمين.
ومن المقرر أن تنعقد النسخة الثانية من المهرجان في نوفمبر من العام المقبل. ومن المتوقع أن يصبح هذا الحدث بحلول 2027 واحداً من أكبر الفعاليات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
تأمين الذكاء الاصطناعي
من جانبه، أعلن مركز دبي للأمن الإلكتروني عن إطلاق سياسة دبي لتأمين الذكاء الاصطناعي، وذلك في خطوةٍ استباقية ورائدة على مستوى المنطقة، تهدف إلى تعزيز الثقة بحلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم نموها وتطورها ودرء المخاطر الأمنية الإلكترونية.
وجاء الكشف عن السياسة الجديدة في إطار مشاركة مركز دبي للأمن الإلكتروني بصفته الشريك الرسمي للأمن السيبراني في حدث «دبي للذكاء الاصطناعي والويب 3».
وقال يوسف الشيباني، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للأمن الإلكتروني: «يندرج إطلاق سياسة تأمين الذكاء الاصطناعي في إطار حرص مركز دبي للأمن الإلكتروني على المساهمة في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة للدولة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نحو جعل دولة الإمارات رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، وذلك من خلال السعي لتطوير منظومة متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية للدولة في ضوء استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031».
وأضاف الشيباني: «تُشكل هذه السياسة نقلةً نوعيةً في مسيرة المركز التي تسعى نحو تجسيد مستهدفات خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع، وفق توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وهي تعتبر حجر أساس يدعم خارطة الطريق المرسومة لتعزيز جودة الحياة في دبي، من خلال تبنّي الذكاء الاصطناعي في كافة القطاعات والمجالات الحيوية، وذلك بما ينسجم مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) الرامية إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال السنوات العشر القادمة وتعزيز موقعها ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية في العالم».
إضافة نوعية
من جانبه، أشار عامر شرف المدير التنفيذي لقطاع أنظمة وخدمات الأمن السيبراني بمركز دبي الإلكتروني إلى أن هذه السياسة تعدّ إضافة نوعية جديدة إلى حزمة المشاريع المبتكرة والسياسات التي يُطلقها المركز، في إطار رسالته الرامية إلى إنشاء فضاء سيبراني آمن وموثوق لدعم البنية التحتية الرقمية لإمارة دبي، ورؤيته التي تطمح إلى تعزيز مكانة دبي الرائدة عالمياً بمجال الأمن الإلكتروني.
وتكمن أهمية هذه المبادرة في دورها الحيوي والذي يتمحور حول تعزيز الثقة ودعم نمو وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، وترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، إلى جانب حماية الابتكارات من التهديدات الإلكترونية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، والإسهام في جذب الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى الإمارة.
سياحة
من ناحية اخرى، أكدت مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري أن 25 % من زوار دبي هم زوار متكررون، مما يعكس رضاهم عن التجربة التي تقدمها المدينة.
وقال عصام كاظم، المدير التنفيذي للمؤسسة خلال جلسة نقاشية رئيسية ضمن فعاليات اليوم الثاني من «مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي والويب 3»، «إن ربع الزوار الذين يأتون إلى دبي يعودون مرة أخرى خلال 12 شهراً، وهذا دليل على أن الزوار سعداء بما نقدمه لهم، منوّهاً بأن دبي دائماً سريعة في التكيف مع التغيرات، وتسعى دوماً لتكون في طليعة التوجهات العالمية.
وأوضح أن هناك مبادرات ضخمة تم إطلاقها مؤخراً تؤكد على الاهتمام الكبير بالذكاء الاصطناعي (AI) وتأثيره على السياحة. وأضاف أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يزيل المهام الروتينية اليومية ويتيح للأفراد التركيز على الأعمال الأكثر أهمية.
وقال إنه عندما أُدخلت الحواسيب للمرة الأولى، كان الناس يخشون فقدان وظائفهم، ولكن مع الوقت، تبين أن التكنولوجيا تُستخدم لتوفير الوقت والتركيز على المهام الأكثر أهمية، وهذا ما نراه اليوم مع الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن مؤسسة دبي للسياحة تشجع فريق العمل على استغلال الذكاء الاصطناعي في أعمالهم اليومية منذ اليوم الأول.
وأوضح كاظم كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة الزائر منذ وصوله إلى المدينة، وقال إنه يمكننا الآن استخدام تقنيات مثل التعرف على الوجه في المطارات لجعل تجربة الدخول أكثر سلاسة، وكذلك تقديم تجارب شخصية لكل زائر بناءً على تفضيلاته وسلوكه.
وأضاف: «بفضل التكنولوجيا المتطورة، يمكننا الآن تحسين الرسائل التسويقية والحملات الإعلانية بناءً على البيانات والتحليلات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، مما يجعلنا قادرين على التواصل مع السياح بشكل أفضل وأكثر فاعلية».
وقال: «لم نعد بحاجة إلى إغراق الزوار بمعلومات قد لا تكون ذات صلة بهم، بدلاً من ذلك، أصبح بإمكاننا تقديم تجارب مخصصة وشخصية لكل زائر، فنحن نعرف بالضبط ما الذي يجذب اهتمام السائح المحتمل، ونساعده في اكتشاف دبي بطريقة تلائم اهتماماته الشخصية».
حجم السوق
من ناحية أخرى، توقعت شركة «ماغناتي»، التابعة لبنك أبوظبي الأول، أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات إلى 5.22 مليارات دولار «19.2 مليار درهم» في 2024، ارتفاعاً من 3.47 مليارات دولار في العام الماضي.
وقال عماد أحمد عبد الوهاب المدير العام، رئيس تطوير الأعمال وحلول المدفوعات الحكومية في شركة «ماغناتي» على هامش فعاليات النسخة الأولى من «مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي والويب 3»، إنه من المتوقع أن تشهد دولة الإمارات تطوراً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي في ظل التوقعات بارتفاع مساهمته بنسبة 13.6 % في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
وأوضح أن الإمارات تعد أول دولة في العالم تنشئ وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزامها بقيادة الثورة التكنولوجية الرابعة، إلى جانب إنشاء الجامعات المتخصصة في هذا المجال وعلى رأسها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التي تأسست لتكون مركزاً عالمياً للبحث والتطوير في هذا المجال.
وأشار إلى أن دبي وأبوظبي تطبقان حالياً تقنيات الذكاء الاصطناعي في مشاريع المدن الذكية، بما في ذلك أنظمة النقل الذكية وإدارة الطاقة، فضلاً عن تعاون الإمارات مع شركات تكنولوجيا عالمية لتطوير حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة، لافتاً إلى أن هذه الجهود تضع الإمارات في موقع متقدم عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، وتجعلها مركزاً جذاباً للشركات والمواهب في هذا المجال.
مركز رئيسي
وأكد أندرو حنا، الرئيس التنفيذي لشركة «زين تك» للحلول الرقمية المتكاملة والتابعة لمجموعة «زين» الكويتية، أن دولة الإمارات تعد مركزاً رئيسيا لأعمالنا بفضل ريادتها في عالم الذكاء الاصطناعي. وقال في تصريح لـ«وام» على هامش فعاليات النسخة الأولى من «مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي والويب 3»، أن دولة الإمارات كانت في قلب أعمالنا خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى تواجد الشركة في 8 دول، ولكن الإمارات تعد المقر الرئيسي لنا.
وأوضح أن الشركة أنشأت في الإمارات مركزا للبيانات والسحابة، والأمن السيبراني بالإضافة إلى الحلول الرقمية وقسم الروبوتات، لافتا إلى أن النصيب الأكبر من أعمال الشركة ينطلق من الإمارات وهو دليل على أهمية الدولة بالنسبة لأعمالنا ومشاريعنا.