السبت، 12 أكتوبر 2024
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
إحدى السمات الأكثر التصاقاً بإيلون ماسك، هي ميله الكبير إلى تقديم وعود لا يفي بها في الغالب ففي عام 2018، على سبيل المثال، تعهد رجل الأعمال بإطلاق علامته التجارية الخاصة من الحلويات - وهي الخطة التي لم تحقق عوائد جيدة بعد على الرغم من بعض طلبات تسجيل العلامات التجارية.
ومؤخراً قدم رئيس شركة تسلا الادعاء الأكبر: إمكانية دخول سيارات الأجرة ذاتية القيادة الإنتاج بحلول عام 2026. وهذا المسعى قد يبدو أكثر مصداقية، ولكن ليس كثيراً.
الواقع يقول إن المركبات ذاتية القيادة التي ستتاح للتأجير، مثل تلك التي عرضها ماسك في حدث مباشر بعنوان «نحن الروبوتات»، هي المستقبل بكل تأكيد. فسيارات الأجرة ذاتية القيادة تنقل الركاب بالفعل في سان فرانسيسكو، بفضل شركة وايمو التابعة لجوجل.
وقد تكلف سيارة «سايبر كاب» من إنتاج شركة تسلا 30 سنتاً فقط لكل ميل، مقارنة بـ 81 سنتاً لتشغيل سيارة في الولايات المتحدة في عام 2023.
ويقترح أنه في حين تعمل السيارة المتوسطة أقل من ساعتين في اليوم، فإن سيارات الأجرة الآلية قد تعمل 10 أضعاف ذلك.
ولأن ماسك يحب طرح الأرقام الكبيرة، فإليك فكرة تقريبية عما هو على المحك. يقود الأمريكيون سياراتهم لحوالي 3 تريليونات ميل سنوياً. وإذا تحول 10% من هذا السفر إلى سيارات الأجرة الآلية، مع دفع الركاب ما يقارب دولار واحد لكل ميل عند ركوب حافلات المدن، فقد يكون هناك 300 مليار دولار من الإيرادات المتاحة.
وبهامش تشغيلي يبلغ 50%، يتم تقييمه على أساس مضاعف 15 مرة من الأرباح التشغيلية التي تحققها شركات صناعة السيارات مثل فورد، فإن النتيجة هي أكثر من 2 تريليون دولار من القيمة الإجمالية.
صحيح أن مثل هذه الأرقام هي مجرد تكهنات بالطبع، لكن هناك تقديرات أكثر جنوناً، فصندوق التكنولوجيا أرك إنفست ومقره فلوريدا يقدر أن قيمة تسلا قد تصل إلى 8 تريليونات دولار، 90% منها ستكون من سيارات الأجرة الآلية فقط.
وقال ماسك نفسه إن سيارة سايبر كاب قد ترفع قيمة الشركة إلى 5 تريليونات دولار. وهذا لا يشمل أي مساهمة نظرية من الروبوت البشري «اوبتيموس» الذي لا يزال قيد التطوير، والذي يروّج له ماسك بأن سيكون «أكبر منتج على الإطلاق من أي نوع».
في الوقت الحالي، لا ينعكس ذلك إلا بدرجة قليلة على سعر السهم، فقد بلغت القيمة السوقية لشركة تسلا 760 مليار دولار نهاية الأسبوع الماضي.، وهو ما يمثل 30% من قيمة جميع شركات صناعة السيارات المدرجة، وفقاً لـتقديرات «سوق لندن للأوراق المالية».
ولكن هذا التقييم يرجع بدرجة كبيرة إلى وعود ماسك السابقة بزيادة إنتاج المركبات الكهربائية بشكل كبير، بما في ذلك طرح طراز بسعر معقول نسبياً يبلغ 25 ألف دولار.
وارتفعت الأسهم بنسبة 45 % منذ أعلنت «تسلا» عن «يوم سيارات الأجرة الآلية»، لكنها انخفضت بنسبة 40 % منذ ذروتها في عام 2021.
بطبيعة الحال، الشكوك مبررة. إذ تتنافس جوجل وأمازون وجنرال موتورز أيضاً على التفوق في مجال سيارات الأجرة الآلية.
هناك العديد من الهيئات التنظيمية التي يجب كسب ودها قبل أن يتم إطلاق الرحلات، إلى جانب ذلك، لدى ماسك عادة الميل إلى التهور في ما يتعلق بتحديد المواعيد النهائية: ففي عام 2015، توقع ظهور السيارات ذاتية القيادة بالكامل بحلول عام 2018.
وحتى الكشف الكبير الذي جرى الخميس قبل الماضي كان مقرراً في الأصل في أغسطس. لذا، يمكن للمستثمرين أن يصدقوا رؤية رئيس شركة تسلا ولكن من باب الحكمة عدم المجازفة بثرواتهم عليها.