الأثنين، 21 أكتوبر 2024
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
تتنافس خطوط الطيران العالمية على تقديم باقات من الامتيازات الفاخرة، بدءاً من الكافيار المقدم بلا حدود وصولاً إلى معارض فنية، بهدف جذب كبار المنفقين إلى مقصوراتها المميزة، في حين لا تزال التحسينات الأخرى معلقة.
يأتي السباق نحو تحسين «المنتجات المخملية» على متن الرحلات، بعدما تسببت اضطرابات سلاسل التوريد في الدفع بصناعة الطيران إلى سلسلة من التأخيرات الطويلة لشركات الطيران التي تحاول توفير مقاعد جديدة أو طائرات من شأنها إحداث تغيير كبير.
وبدأت الخطوط القطرية تقديم الكافيار، الذي عادة ما كان مخصصاً لكبار المنفقين في الدرجة الأولى، إلى عملائها في درجة رجال الأعمال في بعض الرحلات. وتستعد الشركة إلى إتاحة خدمة «واي فاي» فائق السرعة مدعومة بتكنولوجيا «ستار لينك» للإنترنت التابعة لإيلون ماسك في الأسبوع المقبل.
وفي الوقت ذاته، عقدت شركة الخطوط الجوية الصينية، الشركة الوطنية التايوانية، شراكة مع مطعم حاصل على تقييم 3 نجوم ميشلان لتقديم قائمة طعام على متن الرحلات.
وذهب خبراء في الصناعة إلى أن الميزات الجديدة تتراوح بين حيل بارعة وتحديثات، وهي تحسن بالفعل من تجربة العملاء. وقال جوني كلارك، مستشار العلامات التجارية لشركات الطيران: «تحاول شركات الطيران ابتكار عناصر تميز تجتذب بها العملاء، وتعزز من المنتجات المخملية لأنها أسرع، بما أن سلسلة التوريد معطلة بدرجة كبيرة».
وأضرت مشكلات سلاسل التوريد بالصناعة، بمجرد استئناف الرحلات الجوية على نطاق واسع في عام 2022، بعد انقضاء جائحة فيروس كورونا. وأدى تأخير التسليمات من جانب شركتي «بوينغ» و«إيرباص» إلى وصول طلبيات الكثير من الطائرات متأخرة لأعوام، ما يأتي بالتزامن مع نقص المقاعد الجديدة بسبب تأجيلات الإنتاج.
وتضافرت عوامل عدة، تشمل قواعد التصديق الأكثر صرامة، ونقص العمالة، ونقص الإلكترونيات اللازمة لأنظمة الترفيه الموجودة على متن الرحلات، في إبطاء تسليم المقاعد، بحسب خبراء في الصناعة.
وقال أنطونوالدو نيفيس، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للطيران: «هناك الكثير من الأشياء الصغيرة التي يمكن إنجازها، فيما يستغرق الحصول على مقاعد جديدة وقتاً طويلاً».
وركزت شركة «الاتحاد» على حل أكثر المشكلات تسبباً في انزعاج المسافرين الدائمين، مثل الأمتعة المفقودة، وإلغاء الرحلات، وتفويت الرحلات المتصلة بسبب التأخيرات. وواجهت شركة كاثي باسيفيك التابعة لهونغ كونغ، تأخيرات في تركيب المقاعد الجديدة لدرجة رجال الأعمال ذات الأبواب المنزلقة، لكنها كشفت هذا الأسبوع مقصورة جديدة يوجد على متنها معرض فني.
وسيستغرق الأمر حتى قرب عام 2027 قبل انتهاء الشركة من تركيب المقصورة الجديدة داخل 30 من أسطولها الحالي من طائرات «بوينغ 777». وفي الوقت ذاته، من المتوقع أن تقدم الشركة خدمات الدرجة الأولى الجديدة على متن طائرات «بوينغ 777 إكس» المتأخرة كثيراً، التي لن تظهر قبل عام 2026 بسبب تأخير التسليمات.
وأشارت لافينيا لاو، كبيرة مسؤولي العملاء والشؤون التجارية لدى «كاثي باسيفيك»، إلى وجود «تأخير طفيف» في إتاحة مقصورة رجال الأعمال الجديدة. وقالت لاو: «تأخر تسليم الطائرتين الأوليين طفيفاً، لكننا سنحاول تنفيذ ما يمكن تنفيذه وفق بقية جدولنا الزمني»، وأضافت: «تعد مشكلات سلاسل التوريد والتحديات الناجمة عنها حقيقة معروفة، ونواجه هذا شأننا شأن كل شركات الطيران الأخرى».
وتعرضت شركات الطيران في الشرق الأوسط على وجه الخصوص إلى ضغوط لتعزيز تجربة المسافرين، بحسب روب بورغيس، محرر موقع هيد فور بوينتس الذي يهتم بالمسافرين الدائمين. ويرى بورغيس أن شركات الطيران بحاجة إلى إقناع المسافرين بالصعود على متن رحلات غير مباشرة تتوقف للترانزيت في منطقة الخليج.
وقال بورغيس: «يتعلق الأمر بالاهتمام بكل التفاصيل، بداية من المقاعد وحتى المشروبات والأغذية المقدمة والترفيه»، واستطرد: «سيمنح كل عميل أولوية لهذه العناصر بصورة مختلفة، وما تريد سوى ضمان أنك تقدم أفضل المتاح، مهما كان العنصر الذي يهتم به العميل».
ويأتي الإنفاق على التحديثات مع تحقيق شركات الطيران أرباحاً قوية. ورجح اتحاد النقل الجوي الدولي تحقيق صناعة الطيران العالمية صافي أرباح قياسي قدره 30.5 مليار دولار في عام 2024، وأن تسجل هامش أرباح صافية قدره 3.1%.
وحل الذين يقضون العطلات من كبار المنفقين محل رجال الأعمال في مقدمة الطائرة، في أعقاب انخفاض الرحلات الخاصة بالشركات. ويتوقع هؤلاء المسافرون تجربة أفضل وقت الطيران مقارنة بالعملاء من الشركات الذين يقدرون الخصوصية والنوم.
ويعتقد جوني كلارك، مستشار العلامات التجارية لشركات الطيران، أن المسافرين أصبحوا أكثر تطلباً. وقال: «حظيت شركات الطيران بعامين إيجابيين من الأرباح وتواصل تقديم المزيد والمزيد إلى المسافرين»، مضيفاً: «لست متأكداً مع ذلك من مدى قيمة بعض من هذه المبادرات».