الأثنين، 04 نوفمبر 2024
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
«أين يخوت العملاء؟» كانت هذه عبارة ساخرة عن أجور العاملين في وول ستريت، أما هذه الأيام فتتركز السخرية على رواتب كبار المحامين. والمكافآت الضخمة في مهنة المحاماة الآن هي علامة على أن العلاقات التقليدية مع العملاء تتغير كثيراً. وفي لندن ساعد وصول الشركات الأميركية ذات الأجور المرتفعة في رفع معدلات تحصيل أجور شركات المحاماة الكبرى في المملكة المتحدة بنحو 40 % على مدى خمس سنوات.
وجاء هذا الاتجاه مدفوعاً بصعود شركات الأسهم الخاصة والدعاوى القضائية الضخمة والمعقدة، ويكسب العديد من الشركاء في شركات المحاماة بلندن الآن ما يصل إلى 20 مليون دولار، ومع تطور تأهيلهم فإن كبار المحامين يؤدون نفس أداء المصرفيين، حسبما يشير سكوت جيبسون من شركة التوظيف «إدواردز جيبسون».
وكان يقال في الماضي إن المحامي البريطاني النموذجي يتسم دائماً بكونه حذراً للغاية، ويتجنب المجازفة إلى الحد الذي يحول بينه وبين تحقيق نجاح كبير، فيما كان ذلك أسهل بالنسبة للمحامين الأمريكيين الذين يحرصون على أن تربطهم دائماً علاقات شخصية أكثر بعملائهم، لتكون أشبه ما يكون بعلاقة «المستشار».
ووفقاً للي رانسون من «إيفرشيد ساذرلاند» بدأ المحامون في المملكة المتحدة يتحركون بشكل أكبر نحو تبني نموذج مماثل في العلاقات مع العملاء.
ويميل العملاء إلى الاعتماد على عدد أقل من المستشارين الموثوق بهم للغاية، كما تحظى نزاهة المحامين وسريتهم بتقدير كبير. لذلك فقد حدثت تغييرات كبيرة في سوق المحاماة في لندن، حيث تحولت الشركات أيضاً بعيداً عن هياكل الأجور التقليدية، التي تكافئ الأقدمية.
وكانت الشركات التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها تؤكد تقليدياً نهجها القائم على الفريق، لكن في مناطق وقطاعات معينة تشكل الانشقاقات البارزة لكبار المحامين عن الشركات علامة على الأهمية المتزايدة للرابطة بين المحامين الأفراد والعملاء مقارنة بالولاء التقليدي للشركة، وفي حالات قليلة ينتقل المحامون إلى مجال عمل المصرفيين.
وعلى سبيل المثال فإن توفي كينان، من شركة «براون رودنيك»، هو محامٍ تحول إلى مصرفي، ثم عاد للتحول إلى محامٍ. وقد سمح له التشريع البريطاني الذي سمح للشركات متعددة التخصصات، التي تم تقديمها في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بإنشاء وتنفيذ صفقات في مجال تمويل العقارات.
ويقول إن عملاءه على ثقة تامة من عدم وجود تضارب في المصالح. كما أحدث روب كيندلر، صانع الثروات السابق في «مورجان ستانلي»، ضجة عندما انضم إلى شركة المحاماة «بول فايس» العام الماضي. ويلعب المحامون دوراً محورياً بشكل متزايد في الصفقات، خاصة بسبب العقبات التنظيمية المحتملة، التي قد تؤدي إلى نجاح أو فشل الصفقات.
ويرى كيندلر أن المحامين لا المصرفيين هم الذين يتلقون الدعوة الأولى بشأن الصفقات، لكن تبقى مثل هذه التحولات نادرة ــ على الأقل في الوقت الحالي، فالمصرفيون عادة ما يتولون مقعد القيادة، ولديهم رواتب تتناسب مع هذه الوضعية، ومن المؤكد أن رفع سقف المكافآت في المملكة المتحدة للمصرفيين، من شأنه أن يزيد من حصتهم من المخاطر والمكافآت. ومع ذلك فإن التغييرات التي طرأت على الطريقة، التي تكافئ بها شركات المحاماة الأداء تصب في صالح الأنواع الريادية. وعندما يتعلق الأمر بأجور وسلوك صانعي الثروة فإن القانون والمصارف يتقاربان بشكل متزايد.