الأثنين 20 يناير 2025 - 05:21:23 ص

«أبل» تكشف عن خطط طموحة لتعزيز منصتها الإخبارية

«أبل» تكشف عن خطط طموحة لتعزيز منصتها الإخبارية

دبي، الإمارات العربية المتحدة:

تعتزم شركة أبل توسيع نطاق تطبيقها الإخباري، الذي أصبح يشكل مصدر دخل متزايد الأهمية في صناعة النشر. ويصل عدد مستخدمي التطبيق حالياً إلى نحو 125 مليون مستخدم شهرياً في 4 دول، هي: الولايات المتحدة، وكندا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وتخطط أبل لإضافة دول جديدة، وفقاً لمصادر مطلعة على خطط الشركة.

وفي المملكة المتحدة تحديداً تدرس الشركة تعزيز تغطيتها للأخبار المحلية وإضافة قسم الألغاز الذي يتوفر حالياً للمستخدمين في أمريكا الشمالية فقط، ويأتي هذا التوسع في إطار استراتيجية أبل لتعزيز دورها في سوق النشر الرقمي، حيث تعمل أيضاً على تطوير خدماتها الإعلانية لتوفير مصادر دخل إضافية للناشرين.

ويعد تطبيق الأخبار إحدى الأدوات التي تستخدمها شركة أبل لتعزيز ولاء المستخدمين لمنظومتها التقنية. ويمثل التطبيق جزءاً صغيراً من قطاع خدمات متنامٍ في الشركة، والذي يضم خدمات أخرى مثل منصة البث الترفيهي «أبل تي في بلس»، وخدمة الدفع الإلكتروني «أبل باي»، وتصل إيرادات قطاع الخدمات في أبل إلى نحو 96 مليار دولار سنوياً.

ويمتلك تطبيق «أبل نيوز» تأثيراً واسعاً على المحتوى الإخباري الذي يطالعه عشرات الملايين من المستخدمين يومياً في كبرى الدول الغربية، رغم أن دوره يقتصر على تجميع المحتوى وليس إنتاجه. ويأتي هذا التأثير بعد نحو 10 سنوات من إطلاق التطبيق الذي يعتمد على نشر محتوى المؤسسات الإعلامية الأخرى.

وأكد ديفيد هيجرسون، رئيس النشر الرقمي في مجموعة «ريتش» التي تمتلك أكبر شبكة صحف محلية في بريطانيا، أهمية الوجود في تطبيق أبل للأخبار قائلاً: «إنه مهم للغاية لانتشار علامتنا التجارية. نحن بحاجة للوجود هناك، لأنه يمثل البوابة الرئيسية لجميع مستخدمي هواتف آيفون».

وأشار شون كورنويل، الرئيس التنفيذي لشركة «إيميديت ميديا» الناشرة للمجلات الاستهلاكية، إلى النجاح الذي يحققه تطبيق «أبل نيوز» لأعمال الشركة، ودلل على ذلك بالنجاح الذي حققته مجلة «بي بي سي»، للتاريخ في اجتذاب أكثر من مليون قارئ منتظم عبر المنصة.

ووصف كورنويل النمو السريع لتطبيق «أبل نيوز» قائلاً إنه «ظهر فجأة وتحول بسرعة إلى مصدر دخل مهم».

وأوضح أن جاذبية التطبيق تكمن في نموذج عمله البسيط، حيث يمكن للناشرين استخدام محتواهم الحالي مع إجراء تعديلات طفيفة قبل إرساله إلى أبل للنشر. وتعتمد عائدات الناشرين على حصتهم من الوقت الذي يقضيه المستخدمون في قراءة محتواهم على التطبيق.

وتتوفر خدمة «أبل نيوز» عبر نسختين: الأولى مجانية، والثانية مدفوعة، وتعرف باسم «أبل نيوز بلس». وتقدم النسختان مزيجاً من المحتوى المنتقى من محررين مختصين، إضافة إلى محتوى مخصص حسب اهتمامات كل مستخدم، ويشمل المحتوى مقالات من الصحف والمجلات، وألعاباً، وبودكاست، ونشرات إخبارية.

ونجحت خدمة «أبل نيوز بلس» للمحتوى الإخباري المدفوع في استقطاب 150 ناشراً جديداً منذ إطلاقها قبل 5 سنوات، ليرتفع إجمالي عدد الناشرين المشاركين من 300 إلى 450 ناشراً حول العالم. ويمكن للمستخدمين الاشتراك في الخدمة مقابل 12.99 دولاراً شهرياً في السوق الأمريكية، أو 12.99 جنيهاً إسترلينياً في السوق البريطانية.

ويثير النجاح المتزايد لمنصة أبل نيوز الإخبارية جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية العالمية، فبينما تتحمس بعض المؤسسات الإعلامية للفرصة التي تتيحها المنصة للوصول إلى قاعدة قراء عالمية ضخمة، تتخوف مؤسسات أخرى من تأثيرها السلبي في منصاتها الخاصة، معتبرة أنها تستحوذ على قرائها وإيراداتها الإعلانية.

وتعتمد النسخة المجانية من المنصة على نموذج الإيرادات الإعلانية، حيث تقدم للناشرين خيارين: إما بيع المساحات الإعلانية بأنفسهم والاحتفاظ بكامل العائدات، أو السماح لأبل ووكلائها المعتمدين ببيع الإعلانات مقابل الحصول على 70% من العائدات.

وتواجه منصة أبل الإخبارية انتقادات من الناشرين بسبب ضعف العائدات الإعلانية، وذلك نتيجة لسياسات الشركة التي تحد من قدرة الناشرين على الاستفادة من البيانات الشخصية للقراء وعناوين الإنترنت في توجيه الإعلانات. ومع تفضيل المعلنين عموماً للمنصات التي تتيح لهم معلومات تفصيلية عن المستخدمين، تتراجع جاذبية منصة أبل في سوق الإعلانات الرقمية مقارنة بمنافسيها.

ولفت ديفيد هيجرسون إلى صعوبة تحقيق عائدات من الإعلانات المستهدفة في ظل سياسة أبل المقيدة للوصول إلى بيانات المستخدمين، مستدركاً بقوله: «نحن مضطرون للعمل وفق شروط أبل».

وتستند آلية توزيع العائدات في خدمة «أبل نيوز بلس» على تجميع الاشتراكات في وعاء مشترك، ثم تقسيمها بين الشركة والناشرين وفقاً للوقت الذي يقضيه القراء مع محتوى كل ناشر.

ويواجه الناشرون تحدياً كبيراً، إذ يخشون من استحواذ أبل على قاعدة المشتركين المحتملين الذين كان بإمكانهم الاشتراك والدفع مباشرة للناشرين مقابل الحصول على محتواهم.

ويرى عدد من كبار المسؤولين في المؤسسات الإعلامية فرصة ذهبية في الوصول إلى شريحة جديدة من القراء، وخاصة من فئة الشباب وغير المتخصصين، ما يتيح لهم تقديم علامتهم التجارية لهذه الفئة.

وفي هذا السياق، كشف أحد رؤساء المؤسسات الإعلامية أن غالبية هذا الجمهور ينتمي للطبقة الثرية، لافتاً إلى أن هذا المحتوى يحظى بمتابعة واسعة في مراكز صنع القرار السياسي في كل من وستمنستر وواشنطن.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة أن الدراسات البحثية التي أجرتها شركة أبل أظهرت أن منصتها تنجح في الوصول إلى شريحة من الجمهور تختلف عن جمهور القراء المعتاد لدى معظم دور النشر.