الأحد، 19 يناير 2025
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
بقلم الدكتور/ عبدالرحيم بن أحمد الفرحان
إن بعض الظنِّ إثم... ولكن ليس كُلهُ على الأرجح، وما كشفت عنه مجهودات أبطالنا البواسل من حُماة الأمن بدولة الإمارات مؤخراً في محاربة الجريمة وتحقيق الأمن الجنائي؛ يُعيد التأكيد على التالي:
الفَهمُ والتحليل الصحيح يؤدي إلى استنتاجاتٍ صحيحة، ومن كان يقرأ الأحداث كما يجب أن تُقرأ ؛ لا كما تشتهي نفسه يُدرك تماماً أن استقرار الأمن الجنائي داخل دولة الإمارات –لاسيما- في مدينة العدالة دُبي غير قابل للتفاوض.. غير خاضع للقياس مع أي دولةٍ أُخرى.
فما حققته حكومة دبي من إنجازاتٍ عدلية؛ تراه القيادة الرشيدة أنه مُجرد: (لبنات القاعدة التأسيسية لما هو قادم، ومنها سيُصنع الصرح الكبير الذي ينشده حاكم دبي لشعبه –حسبما قال- صاحب السمو/ محمد بن راشد آل مكتوب –حفظه الله- في كتابه الشهير "رؤيتي"..
يومها انتبه العالم إلى الفارق الذي قد يُجسد حجر العثرة أمام العديد من مشاريع النهضة في التسارع للحاق بركب استقرار منظومة العدالة والأمن، للتأكيد على أهمية الحوكمة الأمنية.. ومواجهة أي فرص محتملة لتضخم الجريمة.
مما يطرح التساؤل الكبير... ماذا تفعل مدينة الأحلام دبي لقمع الجريمة الجنائية، واعتلائها قمة الهرم في الحوكمةِ الأمنية ، وعدم ترك أي مجالٍ لحدوث جريمة، وهدم أي مسرح محتمل لارتكاب الجريمة.
ففي الوقت الذي تتسارع فيه مراكز الأبحاث الأمنية والجامعات والهيئات المعنية بدراسات الشأن الجنائي وتطبيقاتها لدراسة ظواهر الجريمة الجنائية ومحاربتها؛ كانت دبي تتخطى حاجز جديد يُخاطب مستوى أمني متعدد الأبعاد بطريقة نوعية، جعلت التحول الأمني المبني على العلم والثقافة والمعرفة الجنائية بأساليب تقنية متطورة.
وإن كان من السهل الحسمِ بسوداوية صورة الحوكمة الأمنية والأمن الجنائي لدى بعض من الدراسات والأبحاث؛ فإن تجربة دبي النوعية لقمع الجرائم الجنائية باتت –وبامتياز- نموذجاً جاداً وصادقاً ، حريٌ بنا الاقتياد به في استراتيجية البحث العلمي في مجال الدراسات الأمنية والجنائية للوجهةِ الصحيحة للعدالة الجنائية الناجزة...
تلك الوُجهة التي لا تقع بين خيار الفشل والتردِّي.. أو الغربنة الصمَّاء، التي تنحصر خياراتها في استنساخ التجارب ونسخها في جسدِ النتائج العلمية في مراحل التطوير لقطاع الدراسات والبحث العلمي. بل الخيار الذي قال عنه حاكم دبي يوماً: "لا بديل عن المركز الأول ، وكلمة مستحيل ليست في قاموسنا في دولة الإمارات".
وهنا نقول أن تجربة دبي في تحقيق الأمن والعدالة الجنائية قد صاغت مفهوماً جديداً –وطنيّ الهوية ... عالميّ التميز- جديراً بالتحليل والدراسة والوقوف على واقع تجربتنا التي بعثت في نفس كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات واقع قانوني أمني جديد فرض نفسه على مسرح المفاهيم الدولية وهو: (أننا نعيش في ... "دبي الآمنة") .