السبت، 01 فبراير 2025
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
أكد الدكتور عبد الرحيم بن أحمد الفرحان، الخبير الاقتصادي، أن نموذج شات جي بي تي (ChatGPT) من OpenAI قد أحدث ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي عند إطلاقه، بفضل إمكانياته الهائلة في التواصل والتفاعل، مما جعله من أبرز إنجازات هذا المجال.
وقال الفرحان: "شات جي بي تي يعد نموذجًا لغويًا ضخمًا تم تدريبه على كميات هائلة من البيانات النصية، مما منحته القدرة على فهم اللغة البشرية وكتابة نصوص ذات جودة عالية في شتى المجالات".
وأضاف أنه "منذ إطلاقه في نوفمبر 2022، أتاح شات جي بي تي فرصًا كبيرة لتحسين التفاعل مع الآلات، حيث قدم خدمة المحادثات التفاعلية والمحتوى الإبداعي مثل القصائد، القصص، المقالات، بالإضافة إلى قدرته على كتابة أكواد البرمجة".
وأشار الفرحان إلى أن من أبرز مزايا هذا النموذج هي قدرته على إجراء محادثات واقعية وفهم السياق بشكل متكامل، ما يجعل من التفاعل معه تجربة فريدة. كما شدد على سهولة استخدامه من خلال تطبيقات الهاتف المحمول التي تسهم في تسهيل الوصول إلى هذه التكنولوجيا للمستخدمين.
لفت إلى أن هناك تطورًا جديدًا قد هز عرش هذا النموذج وهو "Deep Seek"، النموذج الصيني الجديد الذي أطلقته شركة "Deep Seek". هذا النموذج يمثل نقلة نوعية جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث يتفوق في قدرته على معالجة اللغة الصينية "المندرينية" واللغات الآسيوية الأخرى، بالإضافة إلى تغلبه على بعض السلبيات التي كانت موجودة في شات جي بي تي.
وتابع الفرحان قائلاً: "النموذج الصيني الجديد يقدم حلولًا مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنه توليد المحتوى والإجابة على الأسئلة بدقة فائقة وسرعة غير مسبوقة. كما أنه يتفوق في قدرته على الكتابة البرمجية وترجمة النصوص، ما يجعله منافسًا قويًا".
وأضاف: "ما يميز Deep Seek هو أنه متاح بشكل مجاني كمصدر مفتوح، مما يفتح المجال للجميع للاستفادة منه دون تكلفة".
وذكر الفرحان أن هذا النموذج الصيني قد جذب الانتباه العالمي بعد أن نجح في الوصول إلى ملايين المستخدمين حول العالم في وقت قياسي، خاصة وأنه يسعى لمعالجة القصور الذي ظهر في النماذج الغربية.
ولفت الفرحان إلى أن هذا النموذج الصيني قد حظي باهتمام واسع بعد تصريح سام ألتمان، مؤسس شركة OpenAI، الذي أعرب عن إعجابه الشديد به وقال إنه استطاع القضاء على بعض السلبيات في نموذج جي بي تي، مؤكدًا أن النموذج الجديد يعد منافسًا قويًا في سوق الذكاء الاصطناعي.
وأردف الفرحان قائلاً: "كل نموذج جديد في مجال الذكاء الاصطناعي يحمل نقلة نوعية، وعليه لا يمكن تحديد الأفضل بشكل قاطع. ولكن ما يهم هو القدرة على تحسين التجربة البشرية وتطوير التقنيات بما يتناسب مع احتياجات العصر".
وأوضح أن هذه المنافسة بين النماذج المختلفة تعد إيجابية وتساهم في دفع الابتكار في هذا المجال بشكل كبير، مما يعود بالنفع على المستخدمين والشركات على حد سواء.